١٩ | الرعاية التلطيفية للملائكة |

11.9K 1K 641
                                    

متى ستعودين للبيت؟ أنا أنتظرك أمامه ولن أرحل حتى أراكِ، أنا قلق كاراميل.
-ديلان.

سحقا، صراع الكلاب والقطط الجزء الثاني، على وشك البدء.
ولا طاقة لي أبدا، أبدا. لدي ما هو أهم لأنشغل بحله وطاقتي بالكاد تتواجد من أجل هذه المهمة فقط.

أزلت عيناي عن الهاتف ونقلتها نحو آرثر المركز في قيادته ومع تعليمات جهاز التوجيه من سيارته المتطورة، راقبته ببطء من شعره المبتل المنفوش بطريقة لطيفة إلى وجهه الفاتن بجاذبيته الخاصة الفرنسية. أنزلت عيناي ببطء نحو ذراعيه وراقبت العروق الخضراء البارزة بسبب ضغطه على المقود.

علي قولها، علي فعلها.

«ما الأمر آمور؟ أم أنني وسيم جدا لسرقة انتباهك هكذا؟» قال متغطرسا بطريقة مازحة، يرفع ثغره بابتسامة جانبية صغيرة تُظهر الغمازات الصغيرة التي تزين خده والمشابهة للخاصة بإيليت.

فتحت فمي، بعد أن تلاعبت بأناملي قليلا.«أوقفني في الشارع الذي يسبق عنواني آرثر.»

راقبت تقطيبة حاجباه، لوهلة زالت معالم المزاح من وجهه ليرمي نحوي نظرةً حادة، لثوانٍ فقط ثم أعاد بصره على الطريق يقود بثقته المعتادة. «لا تبدين كمن يمتلك عذرا مقنعا لسبب رغبتكِ بهذا، ولكن يمكنني التخمين أن الأمر متعلق بالرسالة التي وصلت لكِ. هل هو حبيبك المزيف الفاشل ذاك؟»

ذكي، ذكي.. وحاد، حاد لدرجة أن مزاجه أثر على الجو وجعله خانقا. لطالما أخافني جموح آرثر اتجاه الأمور، هو متمرد بالفطرة وكلما عاكسه شيء ازداد توحشا لا استسلاما.

صمتي يزيد الموقف سوءا فقط ويؤكد له أكثر أن ما قاله صحيحا.

«ياه! للأسف رغبت في لقاء آموريت، تلك الامرأة الجميلة التي لا يقدرها عجوز النار أوقان. النساء خلقن للعناق والتقبيل وليس المشاكل؛ أخبريها أنني سأنتظر الزواج بها لو غيرت رأيها، أنا دوما مستعد لهذا الحدث العظيم.» تغيرت نبرته عما سبق، بدأ بالسخرية والتلاعب بصوته كما إعتاد أن يتحدث مع والدتي ويمزح معها، أو بالتحديد يزيد من حنقها.

ابتسمت بخفة وسرعان ما ضحكت على الأمر متخيلة الشجار العقيم الذي سيقام بينهما لو تراه رفقتي فعلا.

أدار وجهه لي للمرة الأخيرة راسما ابتسامة مشاغبة تجعله يبدو كالقط، وبعدها أوقف السيارة بالقرب من الشارع الذي أقطن به لكن بعيدا عن منزلي الذي يقع في المنتصف، وسأحتاج إلى المشي عبر ستة بيوت تقريبا لأصل.

كاراميل Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz