٥٦

1.1K 38 27
                                    


بينما أصيل تقلب بجوالها وصلها أشعار من قروب البنات
لين: مهره بتال وينه؟
مهره: من طلع الظهر مايرد
لين: وسمعت ابوي يكلم يقول عبدالعزيز مختفي مايرد!
مهره: ياربي من هذي المصيبة الي مابنرتاح منها بجرب اكلم فيصل
بدون تردد طلعت اصيل من محادثهم لمحادثة عبدالعزيز وكتبت له: وين صرت؟
كان عبدالعزيز في الطيارة ووصلته الرسالة أول ماأستقر في مقعده ، قرأها وترك جواله لثواني يناظر حاله وخروجه من دياره بسبب بتال الي كان المفروض يطيحه لكن طاح هو الآن وسافر مُهان ذليل غير مُرحب فيه حتى من امه وقرر ماتطير الطيارة قبل يترك خلفه ندبة كبييرة تشفي ولو شوي من حرقة قلبه
صور أشعار رسالة أصيل وأرسلها لبتال وكتب له: " لاتتحسر على وقتك الي ضاع بالسجن، أخذت منك الي اغلى من أيامك ، وفر جهدك لحقيقة ان أصيل عمرها ماحبتك "
وقبل يقفل جواله صور لأصيل انه بالطيارة ولبس سماعاته وغمض عيونه

تزامنًا مع وصول بتال للمزرعة وصلته رسالة عبدالعزيز .. قرأها بيدين ترجف وصدر يرتفع وينزل من قوة انفاسه ارتخت يده وطاحت ولازالت محادثة عبدالعزيز مفتوحه لكن هذي أقوى الطعون الي وصلت لبتال منه وماقوى حتى يرد عليه ، أول مره يحس بالحزن واصل هالعُمق فيه كأن النار اشتعلت بجوفه وأحتر جسده رغم لسعات الهواء البارده
بتاال الي مايرضيه الا الكايد ولا يقبل بالهزيمه! مشى يترنح للأسطبل من ثقل خيبته وأقوى أنهزاماته
وقف أمام اخر فرس أشتراها "الأصيل" وناظرها بحسرة الي يبي يمحي كل شيء قدمه لها وكل شيء يربطه فيها لكن وش السبيل اذا حتى دمه ربطه فيها ، فتح للفرس الباب وطلع من الأسطبل وهو ماسك لجامها ركَبها وطلع من المزرعة فتح وكان دااايمًا اذا تضايق يفتح بالخيل عشان يخفف عن نفسه ، ترك الفرس تنطلق بكامل سرعتها والهواء البارد يطعن بجسمه ووجهه لكن حرارة جوفه كانت أقوى ولا كان يحس بأي وجع وأذى اكثر من وجع قلبه
الفرس تركض تسابق أمنيته بعودة الوقت لحياته قبل يعرفها، كان يركض للنهاية، يركض للموت، بسرعة الأصيل الجنونية قطع ١٠ كيلو من المزرعة وكأنها مسافة خطوتين، بتال بلا وعي كان يصرخ عليها: تحرررركي
في ليلة غاب عنها القمر، كان كل شيء حول بتال مظلم، كأن الحياة تقدم له فرصة البكاء بصوت عالي خلسة
حارب الدمعة بصرخته الثانية: اسررررع
زادت من سرعتها الأصيل متجهة للسواد اللي ما اتضح لبتال انه جدار النهاية، فزز لصوت صهيلها، وبنبرة أخف حدة رجع يرفع صوته: لا لا لا ارررجعي
وعطفها بقوته للاتجاه الثاني، راجع للاسطبل، بدأ يحس بحرارة دموعه تنزل على خده وبدأت تتراجع سرعة الفرس، ويخف مشيها، وبتال على ظهرها منهد حيله
مسك اللجام وضرب خاصرتها يبي تتحرك أسرع يبي مكان يحضنه تعب من روحه التايهه وصررخ عليها بدون مقدمات: ليييه؟؟؟ لييه تسوين فيينيي كذاا؟؟
ضرب الأصيل بقبضته وهو يصرخ بكل كلمة يبي يقولها بوجه أصيل ودموعه تنزل: لييش وصلتتييناا لهنناا
فزت الفرس من ضربة بتال وصهلت بقوة
أستمر يصرخ عليها ومنهال عليها بضرباته من يدينه المرتخيه وهو يبكي بحرقة: وش باااقي ماسويتي فييني؟؟ سلبتييني حيااتي مابقييتي فيني عققل
مع وصول الأصيل لبوابة المزرعة شافت أنوار سيارة رعد جايه من بعيد وهي اصلًا مو حاسه بأمان من صراخ بتال وضرباته المتواصله
صهلت وطيّحته وهو اصلًا ماكان متزن فوقها ، وكملت ركضها في الطريق المظلم مبتعده عن المزرعة تاركه بتال طايح بالأرض مسلوب الحيلة يتألم ويناظر السماء ودموعه تنزل ويتمتم ببقايا الوعي الباقي فيه: لييه ماردك عن جرحي حيا؟ .. وش باقي ماراح؟
دخل رعد المزرعة مستغرب الظلام لأن بتال مالحق يشغل النور حتى ، سيارة بتال برا لكن بتال ماهو موجود
رعد بصوت عالي: بتتاالل
مشى بأتجاه المجلس ونادى بصوت اعلى: وللدد وينك!
ماسمع الا صدى صوته بالمكان أرتاب وتقشعر جسده وطلع جواله وهو يمشي بأتجاه المجلس الثاني بيتصل على بتال وقال بصوت يحسه ضاايع بكبر المزرعة وهدوئها: بتتالل تسمعنيي؟
اتصل عليه وسمع صوت بعيد شوي عنه ، نزل الجوال عن اذنه يحاول يركز بالصوت وعرف انه جوال بتال!
ركض وهو ينادي بخوف: بتتالل
شاف نور الجوال وسط الظلام وأسرع للظل المستلقي على الأرض جلس على ركبه وحط راس بتال بحضنه: بتال فيك شيء؟ تسمعني
كان بتال واعي الى حدٍ ما لكن ولا شيء في حاله طبيعي ، كان حاس ب الم جسده من اثر الطيحه ولا قادر ينطق حرف لأن حرقته أكبر! وصدره يرتفع وينزل بشكل مرعب مع سرعة أنفاسه ويناظر السماء ودموعه تنزل
غمض بتال عيونه وهو يتمنى رعد يختفي من قدامه الحين مو متحمل اي صوت او كلمة من اي أحد
رفعه رعد معاه وكان صعب عليه شوي بسبب بنية جسم بتال
عض شفايفه بقوة يبي يمنع نفسة يصرخ من الالم وهذي طبيعة مكابرة بتال لكن ماقدر يمنع نفسه أكثر: ااهه شوي شوي
جلسه على كرسي وراح للسيارة اخذ علبة ماء ورجع يهرول فتحها وساعد بتال يشرب شوي: بسم الله عليك وش صاير معاك
رفع بتال راسه وسنده للكنبه: اتركني رعد
اخذ رعد شوية مويا بيده ومسح وجه بتال: والله ماأتركك وبتتكلم الحين ، وش صاير لك!
مارد عليه بتال وبقى على نفس حاله
تمعن رعد بملامحه شوي: طيب لو قلت لك انها ماخانتك ولا وقفت معاه ضدك بتصدقني؟
عقد بتال حواجبه ورفع راسه مستغرب يناظر وجه رعد، لوهله حسب نفسه يهلوس لكن جدية ملامح رعد رجعته للواقع شوي: وش قلت؟
رعد بنفس الجديه ونبرة صارمه: أصيل ماخانتك ولا وقفت مع عبدالعزيز ضدك يابتال
لما أستوعب كلام رعد كان بمثابة كف اخر بالنسبة له ان رعد عرف بعلاقته مع اصيل: كيف؟ كيف تعرف؟
قام رعد لسيارته وبتال وراه يناظره مستغرب الكلام الي رماه وقام تركه ، فتح السيارة اخذ كوبين قهوة جايبهم لجلستهم الواضح بتكون طوييلة ورجع لبتال أعطاه كوب: صحصح معاي اول جلستنا مطوله
مسك بتال القهوة بيد وضغط راسه من الصداع بيده الثانيه ولازالت رؤيته غير متزنه: تكلم كيف تعرف
وزي عادة رعد رجل واضح متزن لا يلف ولا يدور جلس بكل ثقه جنب بتال: انا عرفت وبقول لك كيف لكن ابي اسمع منك أول
مو عادة بتال يفتح قلبه بسرعه لأحد كان من يكون لكن كان في حالة أنفجار كان بركان ثاير ونيرانه ماأحرقت احد غيره وبدأ يتكلم لرعد بدون توقف كان منفعل ومانسى اي تفصيل صغير أحرقه وأوجع قلبه ولا غفل عن اي موقف صغير شككه فيها الى ان وصل لرسالة عبدالعزيز الأخيره: كيف تقول ماخانتني ولا وقفت معاه بعد كل الي سوته؟
سند رعد ظهره للكرسي وناظر الفراغ قدامه: أصيل يوم قابلت عبدالعزيز كانت تبيه يهرب ، تدري ليه؟
بتال بأستغراب: ليه؟
رعد: قالت لي بالحرف الواحد "ماهو من غلى راسه لكن يد السيّاف غالية" اصيل كانت خايفه عليك يابتال مو عليه
ابتسم بتال بأستهزاء: ماعاد اقدر اصدق كلامها
رعد: بس هذا كلامي مو كلامها
ناظره بتال بأستغراب
رعد: اصيل ماكانت على بعضها اليوم ولما ضغطت عليها بكت وأعترفت لي بكل شيء ، ماكانت تبي هذا الكلام يوصلك لكن ماراح أشوفكم بهذي الحالة وأسكت
رجع بتال سرح بالسماء: خذلتني وكسرت ظهري ، شككتني بكل أحد حولي حتى نفسي ماعدت اثق فيها
رعد: جربت تسمع لها؟
هز بتال راسه بنفي وباقي عيونه على السماء: ماعادت تستحق أجتهادي ولا بقدر أصدق شيء تقوله لي ، دخل قلبي الشك حتى بأسعد لحظاتنا وخلتني أفكر بكل موقف مرينا فيه معقول كانت تستغفلني؟
ناظره رعد مستغرب حال بتال وماتخيل انه بيشوفه بحال زي هذا: بس أنت شخص حذر وماأنت احد ينلعب عليك
ضحك بتال رغم ان كل شيء فيه مجروح وموجوع: ياليتها خذلتني وانا في موضع حذر وانا واعي او مرتاب! زارني الذعر في عز هدوئي وبعد ماأستأمنت داري طاح السقف فوق راسي! كأني تعاقبت على غفلتي والعواقب كلفتني حياااتي يارعد! انا خسرت حياتي وخسرتها وجالس اتخبط كأني مهبول ابي أجاابة بس!
انفعل رعد من عدم تصديق بتال وبنفس الوقت أنفعل من حزنه على حالهم كأنه مايبيهم يعيشون الي عاشه: بتال انت مستوعب الكلام! اقولك البنت تبكي لأنك ماتبي تصدقها او على الاقل تسمع لها حتى هي عايشه اسوأ ايامها لأنها تبيك ومجروحه منك وانت هنا تترنح وتتكلم مثل المجنون وولا واحد فيكم مقرر يتنازل عن كبريائه! ترا لاضاعت الفرصة بتعيشون حسرااات والله ماذقتو من مرّها الا بدايته
ناظره بتال: ليه تتكلم وكاني ظلمتها؟ رعد اصيل تبكي من تأنيب ضميرها ماتبكي علي!!
بدأ رعد يعصب من عنادهم وحالتهم: جربت تسمع لها لو مره؟؟ مايعز عليك ان البنت الي تحبها تتمنى منك تسمع لها بس
ناظره بتال بنظرة الغيير راضي: من مكانك أنت تكلمني عن الالم وتبي أرجع طريق طوييل من الشقاء وأعطي فرص؟ من وييين؟ بتسلفني قلب وطاقة وروح وعلاج؟؟ لاتكلمني بعواطفك أنت يارعد بنت أختك وتحبها ماأختلفنا ، بس تبيعني عشان رضاها؟؟
أنصدم رعد من كلامه ووصل أنفعاله ذروته لكن لحسن حظ الأثنين ان رعد يعرف يحاسب موقفه: جاايك بصفتي خوي لك وصديق لكن الظاهر عينك ماتشوف أنعميت مره وحده
ضحك بتال بأستهزاء: ماتحرق النار الا رجل واطيها ، تتوقع...
أنصدم رعد وقاطعه هالمره: تحسب ماعاش الوجع الا أنت يابتال؟ غيرك تعنى وقدم وأشقته الدنيا ومع كذا يحس بتقصيره لأن هذي التضحيات لشخص المفروض انك شاريه! الحبيب يضحي ويقدم ويتنازل ويدعس على قلبه بسبيل أنجاح العلاقة ولو كنت مكانك والله ماعدّيت ليلة وحده نتجرع المر فيها وأحنا قدامنا بحر من الفرص
بتال بحده: مااتدري انا كيف حبيتها مالك حق تنظر علي وأنت ماحسيت الي حسييته
صرخ رعد بعصبيه: ششفتت حببك ذاا؟؟ لو تجمععه وتحط فوقه دبله مرتييين ماجيت بحجم حبيي لهند
كان بتال بيتكلم لكن صدمة الأسم خلته يسكت
رعد بنفس النبرة: ليوومك هذاا انا ماقدرت اتزوج ماقدرت اتحملل فكرة يكون ضناي من غييرها ليوومك اتحسر على ماضيي وأتحسر اني مانهبتها من عيون اهلها وكابرت اليين رااحت وعشت عمري حسراات وأنت جالس تغلط غلطتي قداامي وش تتوقع بتورث من وراها؟
بدأت توضح الصورة لبتال لكن ماخففت من صدمته كثير ، سأل بهدوء وحياء: طيب كيف؟ ايش صار
هدأ رعد بعد ماشاف تعابير وجه بتال وأدرك هو وش قال تنهد وأرتخى كثيير وهو يتكلم: كنت احسب اني شريت نفسي وكرامتي ورضاي مادريت اني رميت نفسي ببطن المعاناة مادريت اني بعيش عمري بهذي التخبطات لا قادر ارضي نفسي وأكون معها ولا قادر ارضي امي وأتزوج اي بنت بالعالم مين ماكانت
بتال: عمه هند؟
غمض رعد عيونه وهز راسه بموافقه
سكت بتال شوي يستوعب الموضوع ولحظات الصمت هذي كانت هاااديه جدًا بالنسبة للمكان البعيد شوي عن صخب المدينة لكن الأزعاج كان داخل راس كل واحد فيهم وماقدروا يهدأون ابدًا
بتال: قول لي وش صار بينكم؟ انا أسمعك
رفع رعد ظهره للكرسي وبدأ هو الاخر بسرحانه وكانه يبحر بذكرياته: كنت أحبها وقت طوييل من لما كنا أطفال ، ساعدني حبها اني انضج بدري وأشد حيلي واشتغل بمليون مكان عشان أثبت لنفسي ولها اني رجل وقادر يتزوجها ويعيش معاها بعمر صغير من فلوسه مو فلوس اهله ، الى ان قرروا سيف ونورة يتزوجون..
بتال وهو يناظر وجهه بأهتمام: وش صار؟
ابتسم رعد بحسره: كان بداية الحرب بين العائلتين مابين رفض اهل سيف القاااطع وزعل اهلي لأن وش فيها بنتنا؟ وأشتد الموضوع بينهم وكان صعب مره يلينون وقرروا نورة وسيف ماينتظرون رضا احد فوق رضاهم ويتزوجون ويسافرون وهنا أنتهى كل شيء بالنسبة لي انا وهند
بتال: الي مافهمته انت وعمه ليه أنتهيتوا كان يمكن أمامكم فرصة؟
رعد: هند بنت قويه وتعرف ايش تبي لكن كانت صغيرة وخوفها من زعل أهلها كان أكبر ، يوم تقدم لها راكان كانت بين نار رضا ابوها ونار حبنا لأن راكان ولد صديق عمره وثري ويقدر يرسخ المصالح الي بينهم بالعمل خصوصًا ان ابوها كان يمر بأزمة ماليه في شغله ، وقررت تختار رضا ابوها
بتال: كمل
ضحك رعد باستهزاء على حاله: كابرت وأخترت كرامتي ونفسي وماكلمتها عشان ترجع عن قرارها الى ان جاء يوم زواجها وتأكدت اني مستحيل اكون بدّيت راحتي على شقاي ، بكيت وانا رجل تربى ان دمعة الرجال اهانه وتقليل من رجولته! رحت للبر يومها صارخت وبكيت ولطمت لأن المرأه الوحيدة الي حبيتها بحياتي اليوم بتبدأ حياتي مع رجال ثاني ويومها حكمت على نفسي بالشقاء عمري كله
كل حرف يقوله رعد كان يلجم بتال ويخليه يفكر بموقفه مليون مره: بس الي صار كان خارج عن ارادتك اصلًا وكل العائلتين ممكن يرفضون هذا الزواج
ناظر رعد بتال بوجه تحول للون الأسود وعيونه حمراء وماتخيل انه بيوم بينفجر ويتكلم بمشاعره: الي صار كان خارج عن أرادتنا ولا خفف من حرقتي بس الي جالسين تسوونه بأرادتكم يابتال جالسين تختارون شقاكم بيدينكم وماشفتو من الوجع الا أوله ، دامكم في أول طريق الفراق اقصروه وأرجعوا بما ان سبيل الرجعه باقي مفتوح
ماكان عند بتال رد سكت يفكر بكلام رعد
ماأعطى رعد الصمت فرصة يمتد لأكثر من دقيقة وقام: فكر بكلامي زين ، تصبح على خير
راح رعد لسيّارته شايل فوق قلبه شقى ماضيه مرت سنيين وهذا الوجع بالذات مايقدر يتعامل معاه ولا عنده طريقة تخففه
وبقى بتال سرحان بالفراغ وهدوء المكان ساعدته يرتب شويي بس من أفكاره وأستمر على حاله لفترة الى ان دق جواله
اخذه من الطاولة وكان كله تراب من اثر طيحته مسحه ورد: هلا معاذ
معاذ: وينك تأخرت؟
اخذ بتال نفس طويل: بالمزرعة
معاذ: رعد معاك؟
بتال: لا راح
معاذ: حلو انا ونواف بتركي الأول دقايق ونكون بالدرعية ، لاتروح مكان
قفل بتال وبقى بمكانه يفكر ولا قدر ياخذ قرار ، مسك جواله الي هاجره من امس وفتح تويتر كتب
"احس اني على مفرق طريقين وكل الطريقين ماأبيهم"

امطري ياخيبة كبار الهقاوي .. وارعديّWhere stories live. Discover now